والإنسان أيضاً يسيء إلى نفسه بالمعصية، وهذا اعتبارٌ رابع، يسيء إلى إنسانيته، ينحط في إنسانيته؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- منح هذا الإنسان في فطرته منحه من الملكات ومن عناصر الخير ما يسمو به، فلا يكون في هذه الحياة وكأنه مجرد وحش يعمل بالغريزة، ويتحرك وفق الغرائز النفسية بدون أي ضوابط ولا حدود ولا قيود، الله منح هذا الإنسان في فطرته وأودع في فطرته ما يساعده على التقوى، ما يساعده على السمو بالنفس، ما يساعده على التصرف بشكلٍ صحيح، ما يساعده على الالتزام بالقيم وبمكارم الأخلاق، ما يساعده على أن يضبط تصرفاته بضابط الأخلاق والقيم والرشد، والتصرفات الصحيحة، وبمعيار الحكمة، فهذا يعتبر شرفاً كبيراً للإنسان، ومسؤوليةً على هذا الإنسان؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- في الوقت الذي أودع فينا غرائز معينة، فهو -جلَّ شأنه- وفَّر لنا أولاً من الحلال ومما فيه الخير ما يمكن أن يستوعب غرائزنا هذه، ما يمكن أن نشغل فيه غرائزنا هذه، هو -سبحانه وتعالى- لم يودع فينا هذه الغرائز
اقراء المزيد